اصواتنا

الأعداد التقريبية

0
نساء وأطفال مخفيين قسراً
11
مخفيين قسراً

بحث متقدم في الموقع

Search

” أين جوهرتي؛ أين التي وضعت وسام على صدري؛ أين التي وضعت تاج على راسي”.

اسمي نور من مدينة حلب ٬ اعتقلت في آب عام 2014 عندما كنت طالبة جامعية في السنة الثالثة،”حسيت إنّي بكابوس لما اعتُقلت”، تم اعتقالي من المنزل في الساعة الثانية صباحاً بحجة تفتيش عسكري، تم اقتيادي إلى فرع الأمن العسكري في حلب.

حيث تم  استقبالي استقبال حاشد بالضرب والاهانات والشتائم أبرزها “انت بذات شو عملك بشار الأسد؛ عم تدرسي بجامعاتها، عم تتعالجي بمشافيه؛ انت بالذات شو عملك بشار الأسد” 

تم التحقيق معي مباشرة التهم جاهزة طالبة جامعية وتعمل بأعمال الإنسانية، التي كانت تلك أعمال أصعب من القتل والخطف بنظر النظام.

مر على اعتقالي  ٤٥ يوم في فرع الأمن العسكري في حلب  بين التعذيب الجسدي والنفسي، وفي صباح اليوم ٤٦ تم اقتيادي إلى مكان آخر كنت أظن أني ذاهبة إلى محكمة حلب لانني لم أعترف بأي شيء وإذا بي انتقل الى دمشق.

تم نقلي إلى فرع فلسطين 235  بقيت هناك حوالي 8 أشهر، في فرع فلسطين تم استخدام التعذيب النفسي فالغرف التي حولنا كلها غرف تحقيق وتعذيب كنا ننام ونصحو على صوت الشبان التي يعذبها الجلادون، كنا دائما نردد ” ياريت يضربونا ويريحوا هالشباب شوي”.

أذكر تماما كيف احترق عيناي أول ما رأيت الشمس بعد غياب ثمانية أشهر، حيث أنني نسيت كيف تبدو السماء.

بعدها تم نقلي إلى سجن عدرا للمثول أمام محكمة الإرهاب بقيت حوالي ستة أشهر ليأتي إخلاء سبيلي تم تخريجي من سجن عدرا إلى فرع الخطيب 251 من دون أي سبب واضح تعذر الدورية التي نقلتني اني نقلت بالخطأ وخروجي بعد الدخول صعب من غير تحقيق.

بقيت حوالي 10 أيام ثم خرجت من هناك ،اذكر حين خروجي ذهبت إلى الجامع الأموي لانتظار قدوم أسرتي لاصطحابي إلى حلب.

جلست انظر الى الناس شعرت اني من كوكب آخر كنت استمع إلى حديث النساء من حولي عن الأخبار التي تجري في الخارج كأنني كنت في المنفى …

عام وثلاثة أشهر من المعاناة في الزنزانة، لكن “الفقد أصعب شعور”، خلال الأشهر الثمانية الأولى من اعتقالي دفعت عائلتي أموالاً طائلة لأشخاص ذوي نفوذ من أجل معرفة مكاني، دون فائدة، أولئك الأشخاص أوهمهم أنها في حلب بينما كانت في الأفرع الأمنية بدمشق.

عدت الى أهلي وبدأت رحلة العلاج ، بعد 20 يوم من خروجي تم ملاحقتي مرة أخرى مما دعاني للخروج إلى تركيا.

 

في تركيا لم أتوقف عن إكمال دراستي فقدمت أوراقي الجامعية وتابعت دراستي وتخرجت.

 

أسرتي كانت من أهم أسباب التعافي إن لم تكن السبب الأساسي والأكبر،لازالت كلمات والدي التي رددها ويرددها إلى اليوم مخاطبتي مباهياً بي أمام الناس: ” أين جوهرتي؛ أين التي وضعت وسام على صدري؛ أين التي وضعت تاج على راسي”.

بفضل والدي ووالدتي تخرجت من الجامعة؛ وبفضل تشجيعهم لي طورت من نفسي وزادت خبراتي؛ عملت في منظمات المجتمع المدني لمتابعة الطريق والقضية التي بدأناها؛ فقد تركنا خلفنا اصدقاء كثر وقصص لم تروى بعد؛ 

إن الطريق مهما كان طويلاً سيبقى فالعدالة قادمة لا محالة…

مشاركة المنشور على فيسبوك
مشاركة المنشور على تويتر
مشاركة المنشور على لينكد إن