اصواتنا

الأعداد التقريبية

0
نساء وأطفال مخفيين قسراً
11
مخفيين قسراً

بحث متقدم في الموقع

Search

“طال العتم … شو طال”

اسمي رزان محمد من مدينة حلب اعتقلت ب 23/9/2013 بتهمة التحريض على الحراك الثوري و التواصل مع جهات إرهابية، ببداية الثورة كان من الصعب جدا خروج أي مظاهرة في المدينة بسبب القبضة الأمنية الشديدة وتهديد الأهالي بين الحين والآخر، كنا نتواصل عدة نشطاء مع بعضنا عن طريق برنامج السكايب وتحديد أماكن التظاهر والوقت والتاريخ،

إلا أننا خرجنا عدة مظاهرات في عدد من الأحياء. 

بعد عودتي من تركيا إلى حلب أخبرني أحد الأصدقاء أن صديقة لنا اعتقلت من قبل قوات الأمن، ومن الممكن أن تخبر عنا جميعا، اتصلت بزوجي وأخبرته إلا أن الآخر طمأنني وعدت يومها الى البيت، لأعرف بعد ساعات أن سبع بنات تم اعتقالهن، فما كان مني إلا أن حزمت أمري بالهرب، وصلت للحاجز وهناك فعلا تم اعتقالي، واعتقادي إلى  مبنى الحرس الثوري، عند وصولي أخبرني المحقق أنني الفتاة الأولى التي تدخل هذا المبنى، ومن ثم بدأ التحقيق معي، أسئله لا أجوبة لها من تمويل للإرهاب والتواصل مع أجندة خارجية لتدمير البلاد، كل فترة التحقيق كان يرد مني اسما واحد فقط .

بعدها تم نقلي إلى فرع الأمن السياسي كنت منهارة تماما، فأنا لا أعرف شيئا عن أهلي وأولادي، أصبح التفكير بهم هو طوق نجاة وغرق معا. 

بعد وصولي لفرع الأمن السياسي تم وضعي بإحدى المنفردات، كان الجو باردا جدا، طلبت من أحد السجانين بطانية او اي شي أرد به البرد عني الا أنه رفض وجوابه كان أقسى علي من البرد ” إرهابية وتطلبين وتتطلبين أي تظنين نفسك” 

بقيت أسبوع كاملا تعرضت بها لكافة أنواع التعذيب النفسي والجسدي.

في المنفردة التي كنت بها كان هناك جثة حاولت أن ايقظها أتحسس أنفاسها لكن دون جدوى، فقد  فارق الحياة منذ فترة، أحسست بنفسي أني أعيش داخل قبر مظلم وبقربي جثة. 

كان أملي بالله في الخروج كبيرا فنحن خرجنا في هذة الثورة ورفعنا شعار “هي لله” وكنت على يقين أن الله لن يتركنا. 

ذات ليلة كنت أرقد على كتف رفيقة دربي وسمعنا صوت سجان قادم، هيئنا أنفسنا لقدوم فتاة أخرى وإذ به يقول “رزان جهزي حالك بكرا محكمة”.

بدأت اسأل نفسي عن مصيري المجهول غدا هل الممكن عدرا او إلى أحد فروع دمشق. 

وصلت في اليوم التالي للمحكمة بعدها القاضي الذي حكمني ٩ سنوات، وبعدها علمت أن هناك أمور تبادل وتسوية على أسمائنا وأنني سأخرج إلى لبنان، فعلا بعد ثلاثة أيام خرجنا في طريق رأيت حمص وكمية الدمار التي حلت بها ثم وصلنا للعاصمة وبعدها غادرنا سوريا الى لبنان. 

بعد وصولي إلى بيروت سافرت إلى تركيا، زوجي كان رافضا القدوم إلى تركيا وكانوا أولادي معه .. كان يقول لي دائما “انسيهن”.

لم أتوقف عملت أنا وأختي في الخياطة .. وقمنا بفتح معرض حيث قامت سيدة عراقية بشراء جميع البضائع التي تواجدت به كانت من أكبر الداعمين لي في بدايتي.

في أحد ليالي الشتاء قرر زوجي أن يرسل لي أطفالي، من شدة توتري وقلقي على أطفالي لم أعرف أن أشرح الطريق لسائق بشكل صحيح، ركضت في الشوارع السماء كانت تمطر وإذ بي أراهم داخل السيارة واركض اتجاههم مسرعة. 

موجوع قلبي .. و ما بقي 

عندي حكي  ..  ينقال

ياشمس حلّك  ..  تشرقي

طال العتم  ..  شو طال

صار الوقت  ..  كلّو  مسا

و نجوم  ..  عم تنزف أسى

درب القمر  ..  يلّي انتسى

داب  بحزن  ..  موّال

صار  السهر  ..  صَفنةْ  قهر

أفكار  .. عم تلهب جمر

إيد  و عـَ  خدّك  ..  يا عمر

تسند  ..  تقل  الجبال

الحرف الـ  نسي  سطر الصبح

و غرق بنزف ..  حبر الجرح

مشتاق  ..  تغريدة  جنح

غرَّب  ..  ورا  التلال

و موجوع قلبي .. و ما بقي 

عندي حكي  ..  ينقال

 

مشاركة المنشور على فيسبوك
مشاركة المنشور على تويتر
مشاركة المنشور على لينكد إن