اصواتنا

الأعداد التقريبية

0
نساء وأطفال مخفيين قسراً
11
مخفيين قسراً

بحث متقدم في الموقع

Search

من فرحتي باقتراب زفافي … إلى منفردة باردة

اسمي نور من درعا ، فتاة تحب الحياة والألوان تم خطيتي على فتى أحلامي بعد انتظار دام أربع سنين، بدأت بتجهيزات الزفاف فقررت أنا وأمي النزول إلى العاصمة لاستكمال ما تبقى من تحضيرات العرس واللباس، في طريقنا الى دمشق أوقفنا حاجز للتفتيش تم انزالنا جميعا، “تفتيش تفتيش الهويات والجوالات” بتلك الكلمات واللهجة القاسية الساحلية كانت الصوت يصيح في كل الأرجاء، تم تفتيشنا بشدة وحزم أثناء تفتيشهم لجوالي كان هناك صورة لابن أختي ربط على رأسه عصابة سوداء كتب عليها لا إله إلا الله .

جن جنون الضابطة وصاحت بأعلى صوتها قفي جانبا وتواصلت مع الضابط المسؤول عن الحاجز وقالت توجد هنا إرهابية.

من صدمتي لم أنطق بحرف واحد، أمي صرخت كيف ذلك ماذا فعلت، رغم كل توسلات أمي حتى عرضت عليهن كل ماكانت تملك من حلي وصيغة ومال إلا أنهم رفضوا وأصروا على اعتقالي.

الصمت الصدمة دموع أمي هذا مايصف الموقف ببساطة، بعدها بدقائق أتت سيارة وتكبلت يداي وهنا بدأت الرحلة.

مسافة طويلة قطعتها الى أن وصلت إلى فرع الجوية في العاصمة.

بعد أخذ الأمانات و هويتي وسؤالي عن اسمي الكامل وضعوني في غرفة لا تصلح حتى لعيش الحيوانات، مرت ساعات طويلة مازلت في مكاني.

لأسمع بعدها صوت قفل الباب يفتح تحقيق، في تلك الغرفة بدأت أسئلة لا تنتهي لم أعرف من أين أبدأ وبماذا أجيب ، أسئلة لا إجابات لديها، بدأت بعدها رحلة العذاب من حيث لا أدري انهالت علي العصي لم أكن أعرف من أي جهة تأتي الصفعة، لم أعد أشعر بشيء غبت عن الوعي لأستيقظ بعدها بنفس الغرفة التي كنت بها قبل، حاولت للملت الكدمات والجروح لكن جسمي لم يقوى على الحراك.

مضى اليوم ولم أرى أحد إلا صحن صغير يحتوي على بضع حبات الزيتون و خبزة يابسه.

مر بعدها يومين أو ثلاثة ليفتح الباب الحديدي بأقفاله المثقلة مرة أخرى تحقيق، ليته من لم يأتي هذا اليوم ولم أخرج أبدا، 

بعد تحقيق طويل وتعذيب أطول وشبح لساعات تم اغتصابي ورمي في تلك الغرفة الباردة ما زالت كلمات ذلك البربري في مسامعي ” بدك تتجهزي ما بدك تصيري عروس أنا هلأ رح اعملك أحلى عرس”

استمر وجودي في فرع المخابرات الجوية مدة سبع أشهر لأخرج بعدها إفراج.

كنت تائهة في شوارع العاصمة فأنا لا أعرف شوارعها جيدا، تلاحقني نظرات الناس حتى تجرأ أحد على سؤالي “انت مو من هون صح” أهز رأسي بالإيجاب، اصطحبني لمنزله وهناك حاولت التواصل مع أهلي لكن مامن مجيب عرفت أن المنطقة محاصرة وتتعرض لهجمة شرسة من قبل قوات الأسد.

تمكنت بعدها للوصل لأحد أقربائي لأعرف منه أن أهلي نزحوا الى المخيمات في الأردن وخطيبي وحبيبي تخلى عني عندما سمع أنه تم اعتقالي، لم أصدم بنزوح أهلي و بقصف المدينة بقدر ماصدمت بحب طفولتي ومراهقتي وشبابي  

وصل بعد فترة الى أهلي أحسست نفسي نقلت من سجن صغير لسجن أكبر ممنوع التجول ممنوع الخروج منه إلا بإذن يصعب الحصول عليه .

لم استسلم حضرت التدريبات التي كانت تقام داخل المخيم حتى أصبحت قادرة على إدارة تلك التدريبات بنفسي، أكثر ما يواسيني أن عائلتي بخير ولم يصبهم أي مكروه. 

بعد فترة من وجودي في المخيم تزوجت بشاب شجاع ساعدني بشتى الطرق لاتجاوز محنتي ، سافرنا بعدها الى ألمانيا وأنجبت طفلين رائعين .

مشاركة المنشور على فيسبوك
مشاركة المنشور على تويتر
مشاركة المنشور على لينكد إن