تعودت أن أقرأ الحكايات و القصص بحكم هوايتي في المطالعة ثم بحكم اختصاصي الأدبي
و لكنني لم أتوقع يوما أن أصبح أنا الحكاية و لا ادري اين موقعي فيها
اعتقلوني بعد عودتي من العمل … احاطوا بمنزلي و اقتادوني إلى الفرع 215 في كفرسوسة حيث قاموا بتفتيشي و ادخالي إلى غرفة مليئة بالنساء خلف باب حديدي أسود و لم أكن أدري ما يخبئ لي.
وما هي إلا دقائق حتى حضر السجان مرة أخرى لأخذي إلى التحقيق مناديا باسمي
و بعد أن قام بعصب عيني ادخلني الى غرفة سمعت فيها العديد من الأصوات و ما إن سألني المحقق السؤال الأول عن اسم معين و أنكرت معرفتي به حتى صفعني بقوة وتتالت بعدها الأسئلة و الضرب بعد ذلك تم اقتيادي الى الزنزانة من جديد و كانت شفتي تنزف وآثار التعذيب واضحة مما أخاف الفتيات القابعات بحزن عند رؤيتي على هذه الحال.
أمضيت قرابة الشهرين في ذلك المكان البغيض بين مرض وجوع وحرمان من الشمس و الهواء حتى أكل القمل و الجرب من أجسادنا و انتفخت أقدامنا من قلة الحركة و الجلوس في مكان ضيق إلى أن جاءت لحظة الفرج و أفرج عني لأخرج إلى النور والهواء من جديد متشوقة للعودة إلى منزلي.
خرجت من هناك بقناعة أكبر وتصميم أعمق على متابعة الطريق الذي بدأت به.